Skip links
مقدمة

التحول الرقمي

يعتبر التحول الرقمي أحد أهم التحديات للدول والمؤسسات في المرحلة الحالية. ويتمثل التحول الرقمي في اعتماد واستغلال تكنولوجيا المعلومات في خلق وابتكار طرق جديدة للعمل تسمح بتحقيق المزيد من النجاعة. التحول الرقمي لا يكون فقط في وسائل العمل، بل يؤسس لثقافة عمل جديدة في المؤسسات الحكومية والخاصة مما يسمح للاستجابة لمتطلبات عميل أكثر انفتاحا وأكثر تطلعا لخدمة عالية الجودة وتجربة مستخدم أكثر سهولة وانسيابية.

يختلف التحول الرقمي (digital transformation) عن رقمنة الوثائق والمعلومات (digitization) وأيضا عن رقمنة الوسائل (digitalization). فكل من هذه الثلاثة تسميات لها مفاهيم محددة ومختلفة وإن اختلطت مفاهيمها لدى البعض.

رقمنة الوثائق والمعلومات كانت أولى مراحل استعمالات تكنولوجيا المعلومات وتتمثل ببساطة في توفير وتحويل بنك المعلومات لدى الشركة من معلومات مكتوبة على الورق إلى معلومات مسجلة على الحاسوب.

التحول الرقمي

هو استخدام التكنولوجيا الحديثة والتقنيات الرقمية لتحسين العمليات والخدمات وتغيير الأساليب التقليدية للقيام بالأعمال

رقمنة الوسائل

تعني استعمال وسائل عمل رقمية لمعالجة المعلومات مثل الايميل وغيرها

رقمنة الوثائق والمعلومات

تعني نقل المعلومات من الورق إلى معلومات مؤرشفة على الحاسوب

أما رقمنة الوسائل فتتمثل في استعمال وسائل عمل رقمية لمعالجة المعلومات (الرقمية) مثل وسائل التواصل (ايميل، تشات، الخ) ووسائل الإدارة والتصرف (برامج إدارة الموارد البشرية، البرامج والتطبيقات المكتبية، الخ). وتسمح رقمنة الوسائل من تسريع العمل لكن دون تغيير حقيقي في طريقة وثقافة العمل.

إن تحقيق نجاح في استراتيجية التحول الرقمي للمؤسسة يمر باستغلال تكنولوجيا المعلومات بطريقة تجعل العمل أكثر نجاعة وأكثر استجابة لتطلعات العميل. ولا يعني اعتماد استراتيجية التحول الرقمي التخلص من كل ما هو موجود من أنظمة العمل وتغييرها بأنظمة جديدة وإنما إعادة تشكيل هذه الأنظمة والربط بينها باعتماد تكنولوجيا المعلومات حتى تكون مركزة حول العميل وحول المخرجات التي يتطلع إليها العميل.

كيف تبدأ في التحول الرقمي

تعدد المحاولات والبرامج الساعية لمتابعة التطورات المطردة ونيل رضا مستعمل متصل بالأنترنت وبالعالم على مدار الساعة. وتسعى المؤسسات إلى الاستجابة لتطلعات هذا العميل الذي قد يتصل بالمؤسسة بأشكال مختلفة، عن طريق الموبايل أو باتصال مباشر، بالإيميل وعبر مواقع التواصل الاجتماعي وهو وإن اختلفت طريقة تواصله مع المؤسسة فهو ينتظر دائما أن يتم توفير أفضل خدمة، بأسرع وقت ودون الحاجة للعودة دائما إلى نفس طريقة التواصل أو نفس الموظف.

ولغرض الاستجابة لهذه التطلعات ووعيا منها لأهمية نيل رضا المستخدم تعمد المؤسسات والشركات إلى استعمال حلول تقنية مثل برامج إدارة الموارد وحلول التواصل وغيرها. إلا أن كل هذه الحلول تستعمل عادة بطرق لا تحقق النجاعة الكافية، حيث تشتغل الشركات على عدد من الحلول وقنوات الاتصال بطريقة منفصلة بدل الاشتغال على حلول تدور حول العميل. من ذلك فإن العمل في هذه المؤسسات ينتظم حول قنوات الاتصال، فيكون لديها مجموعة المشتركين ومجموعة السوشل ميديا ومجموعة الإيميل وهكذا.

ثم تقوم المؤسسات بتطوير الحلول داخل هذه المجموعات بطريقة مستقلة عن البقية. وتكون النتيجة أن تجربة المستخدم لديها لا تكون مميزة ولا تستجيب كما ينبغي لتطلعات العميل الذي سيقدم بالنهاية على البحث على مؤسسة أخرى تقدم له خدمة متناغمة مع تطلعاته.

كما تعمل المؤسسات على انجاز المهمات بدل تركيز العمل على المخرجات التي يطلبها المستخدم مما يتسبب في حصول فجوة رقمية (digital gap) بحيث تفشل المؤسسة في عملية ربط العملاء بالمخرجات.

Explore
Drag